Monday, October 20, 2008

خط الفقر المائي.. ولا ترشيد

لم يلتفت مصطفى كثيرا إلى الرسالة التي وردته عبر الموبايل التي وزعها البرنامج الوطني «ترشيد» يوم الخميس الماضي، وقال فيها: «الصلاة طاعة والصيام طاعة والصدقة طاعة والترشيد أيضا طاعة...».

ورغم التأنيب القاسي الذي وجهه زملاء مصطفى له، استمر في ترك حنفية المياه مفتوحة في شقته على شارع الخليج أثناء قيامه بغسل كاسات لاحتساء الشاي، صارخا في وجوههم إن المياه كثيرة ومتوفرة في الكويت، وهي ليست اقل من النفط

تعتمد الكويت التي تواجه مشكلة حقيقية في نقص المياه، عــلى تحلية مــــاء البحــــــر، ولا تتوقف عن البحث عن الحلول الجديدة لتحليته في ظل غياب المصادر الطبيعية من المياه العذبة

ولم يكن من خيار أمام الكويت في الماضي سوى الاعتماد على استيراد المياه العذبة من شط العرب في العراق، وهو ما تمت المصادقة عليه رسمياً من جانب الدولة في العام 1939 مع إنشاء الشركة الكويتية لاستيراد المياه


وبعد الفورة النفطية الأولى في مطلع الأربعينيات، قامت الكويت ببناء أول مصنع لإزالة ملوحة المياه في العام 1953 بطاقة إجمالية تبلغ 4،545 مترا مكعبا/يومياً ، واليوم بات يوجد ستة مصانع تبلغ طاقتها السنوية 231 مليون متر مكعب

وقد أدَّت الزيادة السكانية إلى ارتفاع الطلب على المياه لأغراض استهلاكية وصناعية على السواء، وبهدف مواجهة هذا الطلب المتزايد، دشَّن سمو أمير الكويت عندما كان رئيسا للوزراء في مارس (آذار) 2005 مصنع الصبية الجديد لمعالجة المياه، ويُعتبر المشروع أكبر مصنع للتناضح في العالم

يذكر ان حصة الفرد العربي من المياه تراجعت عن المعدل الذي كان يسجل في الستينيات، أي 3،500 متر مكعب من المياه، إلى 650 مترا مكعبا بحلول العــام 2025. وأن 80 % تقريباً من العالم العربي يعاني من الجفاف

وتدعو الأرقام المتعلقة بالمياه العذبة في العالم للقلق. فهي لا تمثل أكثر من 3 % فقط من مجـــــمل المياه الموجودة في كـــــوكبنا الأرضـــي، 77.6 % من هذه النــــــسبة علــــى هــــيـــئة جلــــيد، و 21.8 % مياه جوفية، والكمية المتبقية بعد ذلك والتي لا تتجاوز 0.6 % هي المسؤولة عن تلبية احتياجات أكثر من ستة مليارات من البشر

أما حال المياه في الوطن العربي فهي ليست احسن من ذلك، فبالرغم من أنه يضم عشر مساحة اليابسة فإنه يصنف على أنه من المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة، إذ لا يحتوي إلا على أقل من 1 % فقط من كل الجريان السطحي للمياه، وحوالي 2 % من إجمالي الأمطار في العالم

وبلغت أعداد الدول العربية الواقعة تحت خط الفقر المائي (أقل من ألف متر مكعب للفرد سنويا) 19 دولة منها 14 دولة تعاني شحا حقيقيا في المياه إذ لا تكفي المياه لسد الاحتياجات الأساسية لمواطنيها

ووصف تقرير صادر عن جامعة الدول العربية وضع المياه في الوطن العربي بأنه أسوأ وضع في العالم

ويكشف التقرير عن وضع المياه المتأزم لأكثر من 13 دولة عربية يقل فيها نصيب الفرد من الموارد المائية المتجددة العام 2025 عن سقف الفقر المائي الخطير وأن الجزائر والسودان سوف تنضمان إلى دول الخليج العربي وليبيا والاردن وتونس وجيبوتي واليمن التي هي حاليا تحت هذا السقف

وعلى الرغم من النداءات وحملات التوعية المتعددة بشأن أهمية صون المياه في الكويت، فإن الناس يتمسكون بأسلوب حياتهم، واعتبار المياه مصدرا مجانيا. ولا يشعر الكثيرمن المواطنين والمقيمين بالضغوط الناجمة عن النقص في المياه


Share/Save/Bookmark

1 comment:

Anonymous said...

Wow, nice blog.
Excellent content.

Beautiful pictures.


Keep blogging.

Good luck.

مدونات للقراءة

Check Page Rank of any web site pages instantly:
This free page rank checking tool is powered by Page Rank Checker service