Thursday, February 4, 2010

صغار المزارعين يمثلون 70 في المائة

أفريقيا لا تحتاج لتكنولوجية الغرب أو أساليبه
بقلم هوارد بوفيت لوكالة انتر بريس سيرفس

إلينويس، الولايات المتحدة, يناير آي بي إس - تجدد الإهتمام مؤخرا بتمويل الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا، لكن الواقع هو أن الإعتماد المكثف علي تكنولوجيات الغرب وأنمطته الزراعية ليس مجديا لا لمعالجة الأمن الغذائي ولا للتعامل مع صغار المزراعين وفقرائهم، الذين يتولون فلاحة 70 في المائة من المزارع ويعتمدون علي الأمطار

تنطوي المناداة بثورة خضراء في البلدان الأفريقية علي تجاهل خبرات الماضي والفوارق الطبيعية والسياسية والثقافية القائمة في القارة. فلا توجد تكنولوجية، أيا كانت، قادرة علي معالجة مشاكل خصوبة التربة وإبدال زخم المعرفة والخبرة البشرية في قارة تعادل رقعتها مساحة الصين والهند وروسيا مجتمعة

وبالتالي، فإن التركيز علي التكنولوجية يعني الإعتقاد بأن الإنتاج الزراعي قابل للكتيف علي كل ما يستجد من إبتكارات. لكن الأمر ليس كذلك

صحيح أن التكنولوجية تلعب دورا هاما في خفض معدلات سوء التغذية ورفع مستويات الأمن الغذائي، لكن هذا لا يعني أنها الحل الأمثل لمشاكل بهذه الدرجة من التعقيد. فقد تسبب مثل هذا الإعتقاد بالفعل في خفض حجم البحوث والإستثمارات في حلول صغيرة كبدائل السماد الكيميائي

أفريقيا قارة شاسعة ومتنوعة، وأفاد المجلس الأكاديمي أنها تشمل 17 نظاما زراعيا مختلفا، بتنوعات حادة في أحوال التربة والمناخ والآفات والأوبئة. كما يولي المزارعون فلاحة 70 في المائة من المزارع الصغيرة والمفتقرة إلي البنية التحتية الواجبة

ويذكر أن 95 في المائة من المحاصيل الأفريقية تعتمد علي نظام الأمطار وتواجه صعوبات في تطبيق أنظمة ري واسعة النطاق ومستدامة وغير تجارية.كما يفتقر المزارعون إلي المداخل الضرورية للأسواق، ويرتهن عشيهم بتنويع المحاصيل

يفوق عدد صغار المزارعين 80 مليونا، وهم ليسوا من مشتري الغذاء إلي الحد الذي يعانون فيه أحيانا من الجوع خلال فترات ما بين المحاصيل، ومن ثم يحتاجون إلي حلول مبنية علي حالتهم ومطالبهم. لهذا يعتبر من الخطأ التفكير في تطبيق نماذج موحدة ومحددة، صممت لإستعمالها في مناطق أخري من العالم

ويعتبر عدد الدول الأفريقية التي تحفز الزراعة كوسيلة للتخفيف من وطأة الفقر ضئيلا حقا نظرا لمحدودية ميزانياتها الزراعية. كما فشلت الحكومات في معالجة قضايا ملكية الأرض بصورة فعالة. فبدون ملكية، تكاد تنعدم محفزات المزارعين للإستثمار في تطوير الإنتاجية علي المدي الطويل

وهنا تجدر الإشارة إلي أن سياسات ملكية الأرض غير العادلة إنما تضر بالنساء بصورة خاصة، رغم أنهن يمثلن 70 في المائة من مجموع المزارعين في القارة الأفريقية

أفريقيا ليست المكان المناسب لنوع الثورة الخضراء الذي أتبع في القرن العشرين. فقد ركزت الثورة الخضراء الكبري في الهند وجنوب شرق آسيا علي أوحدية المحصول في حقول القمح والأرز، بإستخدام مدخلات الوقد الأحفوري والري للحصول علي أكبر كمية من الغلة

فيحتاج جزء كبير من أفريقيا إلي محاصيل مستقرة، وبقليل من المدخلات من أجل ضمان غلة متكررة. كما يعتمد غالبية المزارعين الأفارقة علي نظام تناوب المحاصيل وتداخلها، وزراعة المحاصيل غير المتجانسة، بغية التغلب علي ظروف قاسية

ومن ثم فأن أي نمط أو نظام ينطوي علي أي نوع من الأوحدية سيكون له تأثيرات سلبية سواء علي القيم التقليدية أو البيئة، فمن شأنه أن يزيد من حدة الجوع وسوء التغذية جراء تقليص تنوع المحاصيل

والحلول متوفرة، فقد تم التوصية بإتباع إستراتيجية إقليمية أو شبه إقليمية أكثر منها قارية

وأصي 400 عالما في المركز الدولي للمعرفة الزراعية والعلوم والتكنولوجية من أجل التنمية بإتباع مثل هذه الإستراتيجية، والتركيز علي الزراعة الصغيرة المستدامة، وإستخدام حبوب محلية وأساليب فلاحة إيكولوجية، وذلك بإعتبارها أفضل الإستراتيجيات القادرة علي معالجة قضايا الجوع والفقر والإنتاج الزراعي في الدول النامية. وهذا يتطلب تدريبا مكثفا علي خدمات الإرشاد الزراعي

ونظرا لأن مثل هذه الإستراتيجية تتيح فرصا أقل للشركات العالمية لتحقيق الربح، تضطر الحكومات الأفريقية غالبا الي الخيار بين أمرين: إما قبول الأفكار الأجنبية (والإستثمار الأجنبي)، أو رفضها والإعتماد علي مواردها الخاصة بها، وهي غير الكافية

يستفيد الكثيرون من فقراء المزارعين من تدخلات صغيرة كالتدريب علي تباعد البذور وصفوفها وعمقها، وتحسين أسلوب التلقيح المفتوح والبذور المهجنة، وتغطية المحاصيل، والمصاطب، والحد الأدني من الحراثة، وذلك للمساعدة علي إعادة بناء هيكل التربية وغيرها من المنافع. كما يحتاجون للسماد وتحليل التربية

في هذا الصدد، من الضروري الحاسم إدخال الإصلاحات المؤسسية الواجبة بما يشمل تطوير خدمات الإرشاد الزراعي، وتعزيز جمعيات المزارعين، وتحسين الإئتمان الريفي، وتطوير المحاصيل عالية المقاومة للآفئات والجفاف

وكذلك زيادة بحوث المحاصيل المحلية، وتحسين تخزين المحاصيل، وإدخال الكهرباء، وإستراتيجيات إحياء التربة

Howard Buffett
رئيس مؤسسة HGB
وسفير مكافحة الجوع، للبرنامج الغذائي العالمي التابع للأمم المتحدة
آي بي إس / 2010

http://www.ipsinternational.org/


Share/Bookmark

No comments:

مدونات للقراءة

Check Page Rank of any web site pages instantly:
This free page rank checking tool is powered by Page Rank Checker service