محاربة الجفاف على طريقة الخنفساء

بإمكان الخنفساء التي تعيش في الصحراء من خلال جمع الماء على قشرة ظهرها أن تساعد البلدان التي تعاني من الجفاف على حل مشكلة الجفاف
فقد تمكن علماء بريطانيون من تقليد النظام الذي تستخدمه الخنفساء في خزن الماء على قشرة ظهرها وتطوير نظام فريد لجمع المياه

ويستبدل النظام الجديد، الذي يتم فيه جمع المياه في صفائح بلاستيكية على طريقة الخنفساء، نظاما سابقا يستخدم في أمريكا الجنوبية وسواحل غرب أفريقيا،

يعمل عن طريق جمع المياه من الغيوم

كذلك فإن بالإمكان استخدام التقنية الجديدة في تنقية المياه وسحب الرطوبة من الجو وحتى في نظام تبريد مكائن السيارات

مثال من الطبيعة

وجاءت الفكرة لإنشاء هذا النظام الجديد لجمع الماء من الخنفساء التي بإمكانها أن تلتقط قطيرات الماء من الضباب في الفجر باستخدام سطح خاص على قشرة

ظهرها
وتقوم قمم وأجواف متناهية في الصغر موجودة على ظهر الخنفساء بتكثيف المياه من الهواء ثم إرسالها إلى أجزاء الفم عند الخنفساء، وهذا هو سر قدرة

الخنفساء على العيش في صحراء ناميب في جنوب أفريقيا، التي تعتبر من أكثر البيئات قسوة في العالم

وقال الدكتور كريس لورانس من شركة كينتيك للأبحاث، التي تعمل لحساب وزارة الدفاع البريطانية، لبي بي سي أونلاين، إن الذي تعلمناه من الخنفساء هو

طريقة محسنة لتكثيف السوائل من البخار

ويضيف "نحن نعتزم أن نطبق هذه الطريقة في تجميع المياه للزراعة وللشرب وتحسين عمليات تنقية المياه وإزالة الرطوبة بهدف التبريد وما شابه ذلك

الحرارة والجفاف

وتعتبر صحراء ناميب من البراري الواسعة التي تمتد جنوبا، من جنوبي أنجولا إلى جنوبي أفريقيا مرورا بناميبيا

ويتميز الجو السائد في هذه الصحراء برياح عالية ودرجات حرارة مرتفعة خلال النهار، ونادرا ما تسقط فيها الأمطار

وفي الصباح، يكتنف الصحراء ضباب كثيف منطلقا من المحيط الأطلسي ويحتوي هذا الضباب على قطرات من الماء على شكل بخار. وقد تمكنت الخنفساء

من تطوير آلية طبيعية لتحويل هذا البخار إلى ماء

وتتميز الخنفساء بوجود سطح متعرج على ظهرها، وتتكون قمم هذا السطح من مادة شمعية تساعد على خزن المياه، بينما تتميز أجواف السطح بوجود مادة

جافة غير دهنية تحافظ على المياه

وعندما تهب الريح المحملة بالضباب والبخار تنحني الخنفساء في الهواء لتجذب قطيرات الماء إلى القمم الصغيرة على سطحها، وتتنامى هذه القطيرات

الصغيرة إلى قطرات أكبر ثم تنحدر إلى الأسفل باتجاه الفم

وبذلك فإن الخنفساء تمتلك مصدرا لماء الشرب على الرغم من عدم هطول الأمطار

وقد تمكنت الشركة البريطانية من تطوير مواد تشبه إلى حد ما طريقة الخنفساء في جمع الماء بالتعاون مع الدكتور أندرو باركر، العالم بالأحياء في جامعة

أوكسفورد الذي درس الخنفساء بشكل مفصل

فقد قاموا بتشكيل قمم صغيرة مكونة من الشمع على سطح زجاجي حار، وإلى جانبها أجواف جافة تحافظ على الماء

وبالإمكان إنتاج هذه السطوح الزجاجية بسهولة وبكميات كبيرة من خلال إلصاق القمم الزجاجية والتقعرات على سطوح مطاطية

ويتوقع العلماء أن تستخدم هذه الطريقة في عدد من الاستخدامات الأخرى وليس جمع المياه فقط

فبالإمكان وضع هذه السطوح المطاطية المجهزة بقمم وتقعرات زجاجية على سطوح المنازل، وقد تكون بديلا للشبكات العمودية التي تستخدم في البلدان

الجافة لاستقطاب قطرات المياه

وقال الدكتور باركر لبي بي سي أونلاين إن هذه الطريقة قد تفوق في كفاءتها في جمع الماء من الضباب كل الطرق المماثلة المستخدمة حاليا

وقد يكون الاستخدام الأول لها بوضع صفائح مطاطية على سطوح الخيم لتمكين المقيمين في الصحراء على جمع الماء لأغراض الشرب

نقلا عن البي بي سي

http://www.almyah.net